وما كنا لنسمح ببعده عن أبوابنا الشريفة ولا نجيبه لمفارقة ما بيده من وظيفة لأنه ما يدرك أحد من أبناء عصره مده ولا نصيفه ولديوان إنشائنا جمال بعقود كتابته النظيمة ومعاني ألفاظه اللطيفة وإنما لإقباله على الآجلة وإعراضه عن العاجلة واستيعاب أوقاته بأداء الفريضة والنافلة أسعفنا سؤاله بالإجابة وأعناه على الإنابة وأجزلنا سهمه من الإحسان فبلغ سهمه الإصابة ومن أحسن سبيلا ممن أخذ لنفسه قبل الحين ونفض يديه من الدنيا فراح بالخير مملوء اليدين فنظر إلى معاده فأقبل على الله قرير العين وها نحن قد كرمناه في وقت واحد بانشاء ولدين .
فليشكر لصدقاتنا هذه النعم المتزايدة والصلات العائدة والإحسان إليه وإلى بنيه جملة واحدة وليدع لدولتنا القاهرة حين يقوم لله قانتا وحين يقول ناطقا وحيث يفكر صامتا وعند فطره من صومه وفي أعقاب الصلوات في ليلته ويومه وليوصل إليه هذا المرتب ميسرا لا يكدر مورده بتأخير وليصرف إليه مهنأ لا يشان طوله بتقصير ولا يحوج إلى عناء وطلب ولا يلجأ في تناوله إلى كد وتعب بل يرفه خاطره عما فاز به من حسن المنقلب والله تعالى يمده بعونه وفضله وينجب فرعه ببركة أصله والخط الشريف أعلاه حجة فيه إن شاء الله تعالى