ومن يقدم على ذلك أو مثله وما يحاذر ارشقهم بسهامك وزلزل أقدامهم بإقدامك ولا تدع منهم إلا من اخترت أمانته واختبرت صيانته والنواب لا ترض منهم إلا من يحسن نفاذا ويحتسب لك أجر استنابته إذا قيل لك من استنبت فقلت هذا وتقوى الله هي نعم المسالك وما لك في كل ما ذكرناه بل أكثره إلا إذا عملت فيه بمذهب مالك والله تعالى يسددك ويرشدك ويوفقك إلى أحسن المسالك .
توقيع بالخطابة والإمامة بالجامع المنصوري بطرابلس كتب به للخطيب جمال الدين إبراهيم بالمجلس السامي بغير ياء وهو .
رسم بالأمر الشريف لا زال عود منابر الإسلام بماء إحسانه رطيبا وبرد شعائر الدين الحنيفي في أيامه الزاهرة قشيبا ومواهبه ومناقبه تقيم لممادحه في كل وادشاعرا ولمحامده في كل ناد خطيبا أن يرتب المجلس السامي الإمام العامل رحم الله تعالى السلف وزاد مجد الخلف خطيبا وإماما بالمسجد الجامع المعمور المنصوري بطرابلس المحروسة عوضا عن فلان وعلى عادته وقاعدته وبمعلومه الشاهد به الديوان المعمور المستقر باسمه إلى آخر وقت رعاية لأهليته الواضحة الدلائل وفضيلته الناطقة الشواهد الصادقة المخايل وأوصافه الجميلة التي بها تعرف من أبيه الشمائل ولأنه الصدر ابن الصدر النجيب والخطيب الإمام ابن الإمام الخطيب والولد النجيب الذي حذا حذو والده في الصلاح ما خاب ولا يخيب والنجل النبيه المهذب الذي أشبه أباه في الدين والورع ومن أشبه أباه فما ظلم في النباهة والتهذيب .
فليباشر هذه الخطابة والإمامة التي هو ابن جلاها وطلاع ثناياها زائنا حلاها زائد علاها وليرق ذروة هذا المنصب الذي هو أعلى المناصب الدينية وليتلق نعم الله D بالشكر الذي يوجب المزيد ويكسب المزية وليقم مقام والده في هذه الرتبة السنية بإخلاص العمل وصدق النية مجليا في