السنة والشهور يا له من بيت لم يزل معمورا بالتقوى والصلاح محميا بأسلحه أهله فمن أحكامهم السيوف ومن أقلامهم الرماح فهو العديم المثل وبيته العديم وحرم فضل يحج إليه الراحل والمقيم فاستحق أن تقابل مقاصده بالإقبال ويقابل بما يؤمله مقابلة مثله ولا كسائر الأمثال .
فلذلك رسم بالأمر الشريف لا زالت مراسمه المطاعة تقر الحق في يد مستحقه وترد الأمر إلى وليه ومالك رقه وتسوق هدي الإحسان إلى محله وتضع الاستحقاق في يد مستحقه والحق وضع الشيء في محله أن يستقر بحكم ظهور الحق بيده المباركة وخفاء الباطل الذي ليس له في الحق مشاركة آستقرارا مباركا ميمونا بالخير والسعد مقرونا لأنه الأحق بأمر وظائفه والطائف حول حرمها الممنوع طائفه وأولى من عقلت عليه عقيلته وردت إليه فريدته وباشر بنفسه الكريمة ما عهد إليه سلفه وانفرد به فلا يناله إن شاء الله إلا خلفه طالما ألفت منه الأوقاف من الشفقة والخير وحفظ جهاتها المحمية عن تطاول يد الغير ونعم بحسن نظره من المدارس كل دارس وفازت منه الدروس بالعالم العارف والبطل الممارس .
فليباشر ذلك على ما تقدم له من حسن المباشرة وليجتهد على عوائده في تحصيل ريعه مثابرا على الأجور أشد مثابرة وليصرف أموال الأوقاف في مصارفها بعد العمارة والتثمير المبدأين في شرط واقفها وليسو على مقتضى معدلته بين القوي والضعيف والشاب الصغير والشيخ النحيف على قدر تفاوتهم في العلم الشريف وليطلق لسانه في إلقاء الدروس على عادته وليمهد للمشتغلين طريق الفهم لينالوا من إفادته وهو بحمد الله تعالى أولى من أدى الأمور على الوجه المستقيم ووفى المناصب حقها فإن الوفاء جدير بإبراهيم