أبي جرادة قاضي قضاة حلب المحروسة الشهير بابن العديم من إنشاء الحنفي بالمقر الكريم وهو .
الحمد لله الذي رفع مراتب المناصب العلية وكساها من ملابس أهلها حلل الجمال وجمع شملها فاقترنت بإلفها اقتران النيرين شمس الضحى وبيت الكمال ورفع عنها يد المتطاول والمتناول فأصبح رقم طرازها الموشى منتسجا على أحسن منوال وقطع الأطماع عن إدراك شأوها فلا يصل إليها إلا كل فحل من الرجال .
نحمده على نعمه التي اعترف من اغترف من بحرها الوافر بالخير الكامل والفضل المديد واقترف من اقتطف ثمار جودها جميل النوال المفيد وجزيل الإحسان العديد حمدا يوافي نعمه ويكافي مزيده ويعم بالإنعام الشامل نائله ومريده ونشكره على مننه التي يقصر لسان الإطناب عن حصرها وتعدادها وتعجز بنات الفكر عن إدراك وصفها وتردادها شكرا ينال به العبد رضا المعبود ويبلغ به من مقاصد الكرم والجود غاية المقصود ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ضد ولا والد له ولا ولد ولا ند شهادة تبيض وجه قائلها عند العرض وينطق بها لسان التوحيد يوم تبدل الأرض غير الأرض ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي أظهر الله به الحق وأعلنه وبهر بحقائق معجزاته العقول فاعترف كل بصحة ما عرفه وبينه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين نصر الله بهم الإسلام وأبد أحكامه وأحكم بهم مباني الإيمان المنيرة وأيد إحكامه صلاة تتعطر بنفحات عرفها أرجاء المدارس وينادي لسان فضلها لرائد فرائد المعالي على طول المدا رس وسلم ومجد وكرم وشرف وبجل وعظم