يسلم فلم يقع له ولما مات رثاه الشريف الرضي بقصيدة فلامه الناس لكونه شريفا يرثي صابئيا فقال إنما رثيت فضله .
قال في مواد البيان ولا عبرة بمن قعد به الجد وتخلف عنه الحظ من أهل هذه الصناعة إذ العبرة بالأكثر لا بالقليل النادر على أن المبرز في هذه الصناعة إن قعدت به الأيام في حال فلا بد أن يرفع قدره في أخرى لأن دولة الفاضل من الواجبات ودولة الجاهل من الممكنات خصوصا إذا صادف الكاتب الفاضل ملكا فاضلا أو رئيسا كاملا فإنه يوفيه حقه ويرقيه إلى حيث استحقاقه فمن كلام بعض الحكماء تسقط الحظوظ في دولة الملك الفاضل فلا يتسنم الرتبة العلية إلا مستوجبها بالفضيلة .
وبالجملة ففضل الكتابة أكثر من أن يحصى وأجل من أن يستقصى وإنما حرمت الكتابة على النبي ردا على الملحدين حيث نسبوه إلى الاقتباس من كتب المتقدمين كما أخبر تعالى بقوله ( وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا ) وأكد ذلك بقوله ( وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمنك إذا لارتاب المبطلون ) .
وقد كان يأتي من القصص والأخبار الماضية من غير مدارسة ولا نظر في كتاب بما لا يعمله إلا نبي كما روي أن قريشا بمكة وجهت إلى اليهود أن عرفونا شيئا نسأله عنه فبعثوا إليهم أن سلوه عن أنبياء أخذوا أحدهم فرموه في بئر وباعوه فسألوه فنزلت سورة يوسف جملة واحدة بما عندهم في التوراة وزيادة .
قال العتبي الأمية في رسول الله فضيلة وفي غيره نقيصة