إليها ينتهي الفضل وعندها تقف الرغبة .
ومن كلام أبي جعفر الفضل بن أحمد في جملة رسالة الكتابة أس الملك وعماد المملكة وأغصان متفرقة من شجرة واحدة والكتابة قطب الأدب وملاك الحكمة ولسان ناطق بالفصل وميزان يدل على رجاحة العقل والكتابة نور العلم وفدامة العقول وميدان الفضل والعدل والكتابة حلية وزينة ولبوس وجمال وهيبة وروح جارية في أقسام متفرقة والكتابة أفضل درجة وأرفع منزلة ومن جهل حق الكتابة فقد وسم بوسم الغواة الجهلة وبالكتابة والكتاب قامت السياسة والرياسة ولو أن فضلا ونبلا تصورا جميعا تصورت الكتابة ولو أن في الصناعات صناعة مربوبة لكانت الكتابة ربا لكل صنعة .
قال صاحب مواد البيان ومن المعلوم أن جميع الصنائع وسائل إلى درك المطالب ونيل الرغائب وأن عوائدها متفاضلة في الكثرة والقلة بحسب تفاضلها في الرفعة والضعة إذ كان منها ما لا يفي بالبلغة من قوام العيش نحو الصنائع المهينة السوقية الداخلة في المرافق العامية ومنها ما يوصل إلى الثروة ويجاوز حد الكفاية ويحظى بالمال والنعم الخطيرة وهي الصنائع الخاصة وإذا تؤمل ما هذه صفته منها علم أنه ليس منها ما يلحق بصناعة الكتابة ولا يساويها في هذا النوع ولا ما يكسب ما تكسبه من الفوائد والمعاون مع حصول الرفاهية والتنزه عن دناءة المكاسب ولا ما يوصل إليه من الحظوية ورفاهية العيش ومشاركة الملوك في اقتناء المساكن الفسيحة والملابس الرفيعة والمراكب النبيلة والدواب النفيسة والخدم المستحسنة