وصحبه الذين قلدوا أمور الدين فقاموا بواجبها وحملوا أعباء الشريعة فانتشرت بهم في مشارق الأرض ومغاربها صلاة تسطر في الصحف وتفوق بهجتها الروض الأنف .
وبعد فلما كانت الكتابة من أشرف الصنائع وأرفعها وأربح البضائع وأنفعها وأفضل المآثر وأعلاها وآثر الفضائل وأغلاها لا سيما كتابة الإنشاء التي هي منها بمنزلة سلطانها وإنسان عينها بل عين إنسانها لا تلتفت الملوك إلا إليها ولا تعول في المهمات إلا عليها يعظمون أصحابها ويقربون كتابها فحليفها أبدا خليق بالتقديم جدير بالتبجيل والتكريم .
( تسر مجانيها إذا ما جنى الظما ... وتروي مجاريها إذا بخل القطر ) .
وكانت الديار المصرية والمملكة اليوسفية أعز الله تعالى حماها وضاعف علاها قد تعلقت من الثريا بأقراطها ورجحت سائر الأقاليم بقيراطها بشر بفتحها الصادق الأمين فكانت أعظم بشرى وأخبر سيد المرسلين أن لأهلها نسبا وصهرا فتوجهت إليها عزائم الصحابة زمن