الممالك وتحمى وأن صوافنه ترتبط لتركض وتحبس لتنهض فلذلك نعلمه من أنباء استظهارنا ما يبهج خاطره ويقر ناظره وهو أننا لما كان في يوم السبت المبارك خامس شوال توجه ركابنا الشريف إلى الميدان السعيد وفاض به جودنا فاخضرت مروجه وظهر به نيرنا الأعظم فأشرقت آفاقه وتشرفت بروجه وأقر العيون منير وجهنا المبارك وبهيجه وغدا كل ولي بموالاة إنعامنا مشمولا وبمنالات إكرامنا موصولا وركض الأولياء بين أيدينا جيادا ألفت نزالا وعرفت طرادا وانعطفت لينا وانقيادا وعدنا إلى مستقر ملكنا الشريف وقد جدد الله تعالى لنا إسعادا وأيد لعزمنا المعان مبدأ ومعادا وأثرنا إعلام الجناب العالي بهذه الوجهة الميمونة والحركة التي هي بالبركة مقرونة ليأخذ حظه من السرور بذلك والهنا ويتحقق من إقبالنا الشريف عليه ما يبلغ به المنى .
وهذه نسخة مثال شريف في المعنى كتب به في العشرين من شعبان سنة أربع وخمسين وسبعمائة وصورته بعد الصدر .
ولا زالت ميادين سعده لا تتناهى الى مدى وكرات كراته في رحاب النصر تلمع كنجم الهدى ومدور صوالجه كشواجر المران تحلو بتأييدها للأولياء وتغدو مريرة للعدا .
صدرت هذه المكاتبة وظفرها لا يزال مؤيدا ونصرها لا برح مؤبدا تهدي إليه سلاما مؤكدا وثناء كنشر الأرض بالندى وتوضح لعلمه أننا لم نزل بحمد الله نتبع سنن سلفنا الشريف ونجري الأمور على عوائد جميلهم المنيف ونرى تمرين الأولياء على ممارسة الحروب ونؤثر إبقاء آثار الجهاد فيهم على أحسن أسلوب فلذلك لا نخل في كل عام بالتعاهد إلى الميدان السعيد والركوب إليه