بسيط بحره المديد متجدد النمو في كل يوم من أيام الزيادة جديد فالجناب العالي يأخذ من هذه البشرى بأوفر نصيب ويشكر نعمة الله على ما منح إن شاء الله هذا العام الخصيب ويذيع لها خبرا وذكرا ويضوع بطي هنائها نشرا ويتقدم بأن لا يجبى عن ذلك بشارة بالجملة الكافية لتغدو المنة تامة والمسرة وافية وقد جهزنا بهذه المكاتبة فلانا وكتبنا على يده أمثله شريفة الى نواب القلاع الفلانية جريا على العادة فيتقدم بتجهيزه بذلك على عادة همته فيحيط علمه بذلك .
وهذه نسخة أخرى في معنى ذلك كتب بها في سابع عشر ذي القعدة سنة ست وستين وسبعمائة وصورتها بعد الصدر .
وبشره بأخصب عام وأخص مسرة هناؤها للوجود عام وأكمل نعمة تقابل العام من عيون الأرض بمزيد الإنعام .
صدرت هذه المكاتبة إلى الجناب العالي تهدي إليه أتم سلام وأعم ثناء تام وتوضح لعلمه الكريم أن الله تعالى وله الحمد قد جرى في أمر النيل المبارك على عوائد ألطافه ومنح عباده وبلاده من مديد نعمه مزيد إسعافه وأورد الآمال من جوده منهلا عذبا وملأها به إقبالا وخصبا وأحيا به من موات الأرض فاهتزت وربت وأنبتت كل بهيج وأنجبت وأينعت الرياض فجرت فيها الروح ودبت وامتلأت الحياض ففاضت بالمياه وانصبت وطلع كالبدر في ازدياده وتوالى على مديد الأرض بأمداده إلى أن بلغ حده ووصل الفرج ومنع الشدة وفي يوم كذا من شهر كذا الموافق لكذا وكذا من شهور القبط وفاه الله ستة عشر ذراعا فاه فيها بالنجح وعم ثراه الأرض فأشرق بعد ليل الجدب بالرخاء أضوأ صبح وفي ذلك اليوم علق ستره وخلق مقياسه فاشتهر ذكره وكسر سده