يعزه ولا يجعل مسالمه بالعنود منازعا ومواصله بالجحود مقاطعا وواهبه بالكفر سالبا ومطلع النعمة بضياعه حقها مغربا وقد بقي في الحبل ممسك وفي الأمر مستدرك لأن يهب من رقدته ويستبدل من لقاء أمير المؤمنين بلقاء حضرته ثم يقول فإن كان ما جناه قد هد سربه وكدر شربه وأحس في نفسه سوء الظن وأخافه بعد الأمن فليبعث رسوله يستوثق ويعاقد ويتوكد ويعاهد فإذا عاد إليه بما يملأ فؤاده أمنا ويكون عليه حصنا سارع إلى امتثال المراسم وجرى في الطاعة على سننه المتقادم ولا يستمر على المدافعة والمطاولة ويقتصر على المغايظة والمماطلة .
ثم يقال بعد هذا وقد قدم أمير المؤمنين كتابه هذا إليك نائبا عنه في استصلاحك وقائدا يقودك إلى طريق نجاحك قبل تجريد مواضيه وإلحاق مستأنفه في الحرب بماضيه وخيوله تجاذب الأعنة وذوابله مشرعة الأسنة ولم يبق إلا قصدك في عقر دارك التي بوأكها وانتزاع نعمته التي أعطاكها لتذوق مرارة المخالفة وتزنها بحلاوة الموافقة فكن على نفسك لنفسك حاكما ولا تكن لها ظالما ونحو ذلك مما يليق به .
وإن كانت المكاتبة إلى رجل قد سبقت له سابقة بخلع الطاعة ثم سأل الإقالة فأقيل بعد مشارفة الإحاطة به والنكاية فيه ثم راجع العصيان فالرسم أن تفتتح بحمد الله جاعل العاقبة للمتقين والعدوان على الظالمين والعزة لحزبه والذلة لحربه والإظهار لأهل طاعته والخسار لأهل معصيته ودائرة السوء على الخالعين طاعة خلفائه القائمين بحجته ثم يقال أمير المؤمنين على ما يراك تتخوله به من تصديق آماله وتوفيق أفعاله وتسديد مراميه وهداية مساعيه وإجابة دعوته وتحقيق رغبته بإدالة مواليه وإذالة معاديه ومعونته على ما ولاه وتمكينه ممن ناواه ويسأله الصلاة على سيدنا محمد نبيه .
ثم يؤتى بمقدمة تدل على جميل عاقبه الطاعة وذميم مغبة المعصية يبسط