المستنصرية والمستعلية من الخدم المشكورة والمساعي المبرورة ما يدل على مناصحتك وإخلاصك ويبعث على اصطناعك واستخلاصك أمر بكتب هذا السجل لك مؤكدا لأواخيك ومعربا عن رأيه الجميل فيك ومجددا من ولايتك ومجريا لك فيها على مستمر رسمك ومستقر عادتك فقابل نعمة أمير المؤمنين من الإخلاص في طاعته بما يرتبطها ووفها من حق الاجتهاد ما يقرها عنك ويثبطها واجعل تقوى الله تعالى عمادك واطو عليها طويتك واعتقادك ومكن في نفوس الأولياء جميل رأي أمير المؤمنين فيهم وإحماده لمواقفهم في الخدمة ومساعيهم وحقق عند كافة المستقرين لديك والواردين عليك ما يكنفون به من الأمر الشامل ويغمرون به من حسن النظر المتواصل وأجر على العادة المألوفة في إفاضة العدل والإنصاف وتنكب سبيل الجور والإجحاف ومهد السبل قبلك وأحم من أسباب الفساد ولايتك وعملك واخصص متولي الحكم والدعوة الهادية ثبتها الله تعالى بالإعزاز والرعاية ووفر حظهم من الملاحظة والعناية وخذ المستخدم في الخطبة العلوية بإقامتها في أوقاتها على أفضل قوانينها وواجباتها معلنا فيها بذكر أمير المؤمنين الذي يتوج فروق المنابر ويشنف أسماع البوادي والحواضر وتوفر على ما ثمر الأموال وأنماها وغزرها ورخاها وقضى بوفورها وحصولها ودعا إلى درورها ومواصلة حمولها وانظر في أمر الرجال المستخدمين معك نظرا يؤدي إلى مصلحتهم فاعلم هذا من أمير المؤمنين واغتبط بما أصاره الله إليه اغتباط أمثالك من المخلصين واعتقد طاعته اعتقاد من يجاريك من أهل اليقين واعمل بوصاياه ومراشده تحظ في الدنيا والدين وطالع بالكائن منك بعد قراءة هذا السجل على كافة الناس أجمعين وكتب في كذا وكذا