وكتاب أمير المؤمنين هذا إليك وقد اجتمع من بحضرته من ذوي جهته وامراء دولته وكافة جنده وجماعة حوزته على بيعته وإعطائه صفقة أيمانهم على طاعته ومشايعته عن صدور مخلصه نقية وسرائر صافية سليمة وعقائد مشتملة على الوفاء بما عقدوا عليه وانقادوا مختارين إليه وشملتهم بذلك الرحمة وضفت عليهم النعمة فما برحوا الرزية حتى فرحوا بالعطية ولا وجموا للمصيبة حتى بسموا للرغيبة ولا أظلموا لفقد الماضي حتى أضاء الوجود بالآتي .
فلله الحمد على هذه النعمة التي جبرت الوهن وحققت في فضله المن حمدا يستدر أخلاف فضله ويستدعي سابغ طوله وصلى الله على محمد وآله وأمير المؤمنين يراك من أهل مخالصته والمتحققين بطاعته وهو يأمرك أن تأخذ البيعة له على نفسك وعلى جميع أوليائه المقيمين قبلك وكافة رعاياه الذين هم في عملك وتشعرهم بما عنده للمسارعين لطاعته المبادرين إلى اتباعه من تيسير الإنصاف والعدل وإفاضة الإحسان والفضل وما لمن نكب عن الطريقة المثلى وحاد عن الأولى من الكف الرادع والأدب الوازع ويتوسع في هذا المعنى توسعا يشرح صدور أهل السلامة المستمرين على نهج الاستقامة ويردع أهل الفساد ويغض من نواظر ذوي العناد ويحلي الكتاب بآيات من القران الكريم تحسن استعارتها في باب العزاء ويليق ذكرهافي باب الإشادة الخلافة والخلفاء فإن كان الكتاب مما يقرأ بالحضرة قال في موضع وكتاب أمير المؤمنين إليك وأنتم معاشر أقارب أمير المؤمنين من إخوته وبني عمه وخواص الدولة وأمرائها وأجنادها وكتابها وقضاتها وكافة رعيتها ومن اشتمل عليه ظل مملكتها أحق من حافظ على عوارف أمير المؤمنين وأعتد بلطائفه وقام بشكر نعمته وسارع إلى اتباعه واعتصم بحبل دعوته فأجمعوا على متابعته وإعطائه صفقة ايمانكم على مبايعته ليجمع الله على التأليف كلمتكم ويحمي بالتآزر بيضتكم ويتبع ذلك من وعد أهل الطاعة بما يضاعف جدودهم ومن وعيد أهل المعصية بما يصفر خدودهم على نسق ما سبق في الترتيب