كسكونه إليه ولا رأى واردا أكرم منه عليه فقابل نعمة قدومه بدوام شكرها وطوى صحائف الآمال إلا من نشرها وإذا كان وجه الأيام مقطبا استغنى ببشر وجهه الميمون عن بشرها فإن حسن في رأيه الإجراء على عوائد إحسانه من التشريف بمراسيمه وخدمه والمواصلة بها نالت النفس من ورودها نهاية أربها .
قلت أما الأجوبة المطلقة وهي الدائرة بين الأصدقاء والأصحاب من أفاضل الكتاب وعيون أهل الأدب ممن له ملكة في الإنشاء وقوة في النظم والنثر فإنها لا تتوقف على ابتداء مخصوص ابتداء ولا جوابا بل قد تكون مبتدأة بما تقدم من الابتداءات وقد تكون بغير ذلك من الافتتاحات التي يختارها صاحب الرسالة بل أكثرها مفتتح بالشعر المناسب للحال المكتوب فيها بل ربما اقتصر فيها على الشعر خاصة دون النثر .
المهيع الثاني في بيان رتب المكتوب عنهم والمكتوب إليهم من أعيان الدولة بمملكة الديار المصرية وما يستحقه كل منهم من رتب المكاتبات السابقة على ما الحال مستقر عليه في زماننا .
اعلم أن المكتوب عنهم من أعيان الدولة على طبقات لكل منهم مكاتبات بصدر يختص به إلى من فوق رتبته أو مساو له في الرتبة أو دونه فيها مرتبة على ترتيب المكاتبات الصادرة عن الأبواب السلطانية إلى أهل الدولة .
الطبقة الأولى من المكتوب عنهم من يكتب إليه عن السلطان اعز الله تعالى انصار المقر الكريم ككافل السلطنة وهو نائب السلطان بالحضرة وأتابك العساكر ونائب السلطنة بالشام والمكتوب إليهم عن هذه الطبقة على مراتب