القاعدة الثانية فيما يتعلق بخط هذه المكاتبات وكيفية أوضاعها .
قد أصطلحوا على أن جميع هذه المكاتبات تكتب بقلم الرقاع على ما تقدم ذكره في الكلام على قطع الورق من أن لقطع العادة قلم الرقاع واصطلحوا أيضا على أن تكون كتابة البسملة في أول الوصل الثاني من المكاتبة وأن يكون تحت الجلالة من البسملة لقب المكتوب عنه المضاف إلى ملكه أو أميره فإن كان المكتوب عنه من اتباع السلطان كنواب السلطنة وغيرهم من الأمراء والوزراء ومن في معناهم من رؤساء الكتاب السلطانية كتب الملكي الفلاني بلقب ملكه السلطان مثل الملكي الظاهري ونحو ذلك كما في هذه الصورة .
بسم الله الرحمن الرحيم الملكي الظاهري .
وإن كان المكتوب عنه من أتباع الأمراء كإستدار أمير ونحوه انتسب في كتابته إلى لقب أميره الخاص مما يضاف في التلقيب إلى الدين فإن كان أميره لقبه سيف الدين مثلا كتب بدل الملكي الفلاني السيفي وإن كان لقب أميره ناصر الدين كتب الناصري وإن كان لقبه علاء الدين كتب العلائي ونحو ذلك وإذا كتب تحت الجلالة من البسملة الملكي الفلاني ونحو ذلك جعل ما قبله في السطر بياضا وما بعده بياضا ويكون ذلك قطعة من سطر مفردة بذاتها واصطلحوا على أنه كلما دق القلم وتقاربت الأسطر كان أعلى في رتبة المكتوب إليه وكلما غلظ القلم وتباعدت الأسطر كان أنزل في رتبة المكتوب إليه واصطلحوا على أن في الرتبة العلية من المكاتبات يكون السطر الأول من المكاتبة تلو الملكي الفلاني وما في معناه ملاصقا له وفيما دون ذلك من المكاتبات يترك بياض يسير ولا يكتب فيه شيء وكأن المكتوب عنه يقول للمكتوب إليه هذا محل العلامة ولكني قد تركت الكتابة فيه وكتبت بحاشية الكتاب تأدبا معك ورفعة