و يذمرهم الصليب وقد سول لهم الشيطان كياد ثغر الإسكندرية شجا صدورهم ومرمى آمال غرورهم ومحوم قديمهم ومتعلل غريمهم ليهتموا ثغر الإسلام بصدمتها ويقودوا جنائب الساحل في رمتها ويرفعوا عن دينهم المعرة ويتلقفوا في القدس كرة الكرة ويقلصوا ما امتد من ظلال الإسلام ويشيموا سيوف التغلب على الشام ويحولوا بين المسلمين وبين محط أوزارهم وحجهم ومزارهم وبيت ربهم الذي يقصدونه من كل فج عميق ويركبون إليه نهج كل طريق وقبر نبيهم الذي يطفئون بزيارته من الشوق كل حريق ويكحلون الجفون بمشاهدة آثاره عن بكاء وشهيق وشوق بذلك الحبيب خليق ويقطعوا حبل المسلمين حتى لا يتأتى بلوغ فرق ولا غرض تشريق والله من ورائهم محيط وبدمائهم مشيط وبعباده بصير ولدينه الحق ولي ونصير ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) فما هو إلا أن صمأ جرادهم وخلص إليها مرادهم وفاض عليها بحرهم وعظم من المحاولة أمرهم حتى اشترك الشرك بعض أسوارها ونال النهب مستطرف ديارها وظنت أنها الوهية التي لا ترفع والمصيبة التي غلتها لا تنقع واشتعل الباس وذعر الناس وأرى الشدة من تدارك بالفرج وأعاد إلى السعة من الحرج وأنشأ ريح النصر عاطرة الأرج ونصر حزب الإسلام من