ونصرا يملأ قطره بما بغص به حسوده وعضدا يأخذ بزمام أمله السني فيسوقه ويقوده .
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد حمد الله على سبوغ نعمائه وترادف لطفه وآلائه الذي عرفنا من ولائكم الكريم ما سرنا من اطراد اعتنائه وأبهج النفوس والأسماع من صفاء ولائه ومواصلة صفائه والصلاة والسلام الأكملين على سيدنا ومولانا محمد خاتم رسله وأنبيائه ومبلغ رسالاته وأنبائه صاحب المقام المحمود والحوض المورود واللواء المعقود فأكرم بمقامه وحوضه ولوائه والرضا عن آله وصحبه وأوليائه الذين هم للدين بدور أهتدائه ونجوم اقتدائه وصلة الدعاء لمقامكم الكريم بدوام عزه واعتلائه واقتبال النصر المبالغ في احتفاله واحتفائه وحياطة أنحائه وأرجائه وتأييد عزماته وآرائه .
فإنا كتبنا إليكم كتب الله لكم سعدا سافرا وعزما ظافرا من حضرتنا العلية بالمدينة البيضاء كلأها الله تعالى وحرسها ونعم الله سبحانه لدينا واكفة السجال وولاؤه جل جلاله سابغ الأذيال وخلافتكم التي نرعى بعين البر جوانبها ونقتفي في كل منقبة كريمة سيرها الحميدة ومذاهبها وإلى هذا وصل الله سعدكم ووالى عضدكم وكتابنا هذا يقرر لكم من ودادنا ما شاع وذاع ويؤكد من إخلاصنا إليكم ما تتحدث به السمار فتوعيه جميع الأسماع وقد كان انتهى إلينا حركة عدو الله وعدو الإسلام الباغي بالاجتراء على عباده سبحانه بالبؤس والانتقام الآخذ فيهم بالعيث والفساد الساعي بجهده في تهديم الحصون وتخريب البلاد وتعرفنا أنه كان يعلق أمله الخائب بالوصول إلى أطراف بلادكم المصرية وانتهاز الفرصة على حين غفلة من خلافتكم العلية والحمد لله الذي كفى بفضله شره ودفع نقمته وضره وانصرف ناكصا على عقبه خائبا من نيل أربه ولقد كنا حين سمعنا بسوء رأيه الذي غلبه الله عليه وما أضمر لخلق الله من الشر الذي يجده في أخراه ظله يسعى بين يديه عزمنا على أن نمدكم من عساكرنا المظفرة بما يضيق