الحكم المسطور لم نزل نتوجه إلى الله تعالى في مظان قبول الدعاء ورفع النداء بأن يجبركم بفضله من حيث صدع ويصلكم بخيره إثر ما قطع ويعطيكم من نعمته أضعاف ما منع إلى أن دارك الله بلطفه وأجاب وتأذن بفضله في قبول الدعاء بظهر الغيب وهو مستجاب فرد عليكم ملككم وصرف إليكم ملككم فأخذ القوس باريها وفوق السهم مقرطسها وراميها وانفذ القضايا حكمها ومفتيها وإذا كان العويل يفضي إلى النجدة والبلا يقضي بالجدة والفرج يدافع في صدر الشدة فلا جرم غفر الله للأيام ما اقترفت لما انابت واعترفت وهل هو إلا التمحيص الإلهي أراكم الله من باطن الضراء سراءكم وأجزل من جانب الغماء نعماءكم والتبر بعد السبك يروق النواظر خلاصة نضاره والبدر بعد السرار تتألق أشعه أنواره .
ولما جاءنا بنصركم البشير وطلع من ثنية الهناء بأكمام السرور إلينا يشير هززنا له أعطاف الارتياح وتلقينا منه وارد التهاني والأفراح وحمدنا الله لكم على ما من به من الفوز والنجاح ورأينا أن تهنئتكم به من فروضنا المؤكدة وعهودنا المجددة وأنه لا يقوم به عنا هنالكم ويؤدي ما يجب منه بين يدي كرسي جلالكم إلا من له من ديار الملوك قرب الأدب والسلوك فاقتضى نظرنا الجميل أن عينا له شيخ دولتنا المستشار وعلمها الذي في مهماتها إليه يشار فلان .
وقد كان منذ أعوام يتطارح علينا في أن نخلي للحج سبيله ونبلغه من ذلك مأموله ويد الضنة لا تسمح به طرفة عين ونفس الاغتباط لا تجيب فيه دواعي البين إلى أن تعين من تهنئتكم الكريمة ما عينه وسهل شأنه علينا وهونه فوجهناه والله تعالى يسعد وجهته ويجعل حجته لقبول الأعمال حجته وحملناه من أمانه الحب ما يلقي إليكم ومن حديث الشوق ما يقص أخباره عليكم ومن طيب الثناء ما يفض ختامه بين يديكم وأصحبناه برسم إصطبلاتكم الشريفة ما