ثم قد ذكر في عرف التعريف أن الملوك لا يكتب إليهم إلا يقبل الأرض وينهي ويختم بما صورته طالع المملوك بذلك وللابراء العالية مزيد العلو أو أنهى المملوك ذلك وللآراء العالية مزيد العلو والعنوان الملكي الفلاني مطالعة المملوك فلان وحينئذ فالذي جرت به العادة في ذلك أن يبتديء الكاتب فيكتب فهرست الكتاب في رأس لدرج من جهة وجهه في عرض إصبع في الجانب الأيمن إلى الأبواب الشريفة وفي الجانب الأيسر بسبب كذا وكذا ثم يقلب الدرج ويكتب في ظاهرة بعد ترك ما كتب الفهرست في باطنه العنوان فيكتب الملكي الفلاني في أول العنوان ومطالعة المملوك فلان في آخره ثم بعد ذلك يقلب الدرج ويترك وصلا أبيض ويكتب البسملة في رأس الوصل الثاني بعد خلو هامش من الجانب الأيمن ثم يكتب تحت البسملة ملاصقا لها ما صورته الملكي الفلاني بحيث يكون آخر الملكي الفلاني مسامتا لجلالة البسملة بلقب السلطان كأنه ينسب نفسه إلى سلطانه ثم يكتب صورة المكاتبة على سمت البسملة في سطر ملاصق للملكي الفلاني يقبل الأرض ويني كذا وكذا فإن كان ابتداء كتب وينهي أن الأمر كذا وكذا ويأتي بمقاصد المكاتبة فإن كانت فصلا واحدا ذكره وختم الكتاب بآخر كلامه وإن كان الكتاب مشتملا على فصول أتى بالفصل الأول إلى آخره ثم يخلى بياضا قدر خمسة أسطر ثم يسرد الفصول بعد ذلك فصلا فصلا يخلي بين كل فصلين قدر خمسة أسطر ايضا ويقول في اول كل فصل المملوك ينهي كذا وكذا وإذا أتى على ذكر السلطان قال خلد الله سلطانه أو خلد الله ظله أو أتى على ذكر المرسوم الشريف قال شرفه الله وعظمه ونحو ذلك وإذا سأل في أمر قال والمملوك يعرض على الآراء الشريفة كذا وكذا أو إن اقتضت الآراء الشريفة كذا فلها مزيد العلو ولا يقال يسأل الصدقات الشريفة إلا في أمر جليل أو شيء مهم والعرض أبلغ في الأدب ولا يلقب أحدا بالجناب والمجلس ومجلس الأمير وإذا ذكر كبيرا في الدولة كالنائب الكافل ونائب الشام أو نائب حلب أو أمير كبير قال إن مملوك مولانا السطان خلد الله ملكه الأمير فلان الدين فلان