الملك الذي ظن أن أمره صائر لكنه مع كونه قد اقتحم في فعلته هذه الأهوال وتوهم أنه قد حصل بمكره على بلوغ بعض الآمال فإنه ما سلم ولله الحمد والمنة حتى ودع ولا أقبل سحاب استيلائه حتى أقشع بما قدره الله تعالى لحضرة الأمير من نصرته وعوده إلى محل أمره وإمرته .
وأنه آثر اطلاع علومنا الشريفة على هذه الواقعة لما يعلم من تأكيد المودة التي غدت حمائهما على أفنان المحبة ساجعة وقد علمنا هذا الأمر وشكرنا جميل محبته التي لم ينسج على منوالها زيد ولا عمرو وابتهجنا بما يسره الله تعالى له من ذلك وانتهزنا فرص السرور بما منحه الله من ظفره المتقارب المتدارك وحمدنا الله تعالى على تأييد هذه العصابة الإسلامية وما من به من عود شمس هذا الأفق الغربي إلى مطالعها السنية ولا جرم أن كانت له النصرة والاستيلاء والقدرة لأن الله تعالى قد تكفل سبحانه لأوليائه بمزيد التكريم والتعزيز إذ قال D ( ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله ) ( إن الله لقوي عزيز ) .
وأما غير ذلك فقد وصل رسول الحضرة العلية إلينا وتمثل بمواقفنا المعظمة ومحال مملكتنا المكرمة وأقبلنا عليه وضاعفنا الإحسان إليه وأدى إلينا ما تحمله من المشافهة الكريمة ورسائل المحبة والمودة القديمة فرسمنا باجابة قصده وتوفير بره ورفده وقضاء شغله الذي حضر فيه وتسهيل مآربه بمزيد التنويل والتنويه ومسامحة الحضرة العلية بما يتعين على ما قيمته ألفا دينار مصرية حسب ما عينه رسوله المذكور ولو كان سألنا أضعاف ذلك لأجبنا سؤاله من غير ترو ولا فتور .
وقد جهزنا إليه صحبته ما أنعمت به صدقاتنا الشريفة عليه من الدرياق ودهن البلسان فليتحقق ماله عندنا من المكانة والمحل الرفيع الشان وقد أعدنا رسوله المذكور إلى جهته الكريمة بهذا الجواب الشريف