بحلاوته الأوراق وإذا معناه ألطف من النسيم الساري وأعذب مذاقا من الماء الجاري وإذا سجعه يفوق سجع الحمائم ويزري بالروض الضاحك لبكاء الغمائم وإذا سلامه قد حيته الأزاهر وطوى بعرفه نشر الروض الزاهر وإذا هناؤه قد ملك عنان التهاني واستمطر عنان الأمان من سماء الأماني فعبر لنا لفظ عبيره عن معنى المحبة وقرب شاسع الذكر وإن بعد المدى بين الأحبة وأقام شاهد الإخاء على دعوى الإخلاص فقبلناه ونادى مطيع المودة فاستجبنا له ولبيناه سقيا له من كتاب غذي بلبان الفصاحة وجرى جواد التماحه من مضمار الملاحة لا عيب فيه سوى بلاغة فيه ولا نقص يعتريه سوى كمال باريه لعمري لقد فاق الأواخر والأوائل فما أجدر كلامه بقول القائل .
( وكلام كدمع صب غريب ... رق حتى الهواء يكثف عنده ) .
( راق لفظا ورق معنى فأضحى ... كل سحر من البلاغة عبده ) لله دره من كتاب حلب در الأفراح وجدد من أثواب المسرة ما كان قد أخلقته يد الأتراح فهمنا معناه فهمنا وشرحنا متن فحواه فانشرحنا وعلمنا ما اتصل بسماعكم من خبرنا العجيب وحديث أمرنا القديم الغريب الذي أظهر فينا الله أسرارا وكتب لنا منه عناية كبت بها أشرارا جل جلاله خافض رافع معل بحكمته واضع سبحانه أوجد بعد العدم وأنسى ثم أنشأ قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشا كسر وجبر وقرن المبتدأ بالخبر وهب ما كان سلب وجعل لصبرنا حسن المنقلب أعادنا إلى الملك مع كثرة الأعداء وقلة الأنصار وأظهرنا بعد الخفاء فاعتبروا يا أولي الأبصار وأبرز إبريزنا بعد السبك خالصا يروق الناظر ويفوق برونقه وجه الروض الناضر فاعلموا أن لله في ذلك سرا خفيا لم يزل ببركة رسوله حفيا قمتم لنا فيه بواجب الهنا وأحاط بنا طولكم الطويل من هاهنا وهاهنا فاستجلينا من كتابكم عرائس بشراه وحمدنا عند صباح طرسه ليل مسراه وشكرنا له هذه الأيادي التي تقصر عنها الأيدي المتطاولة وثنينا إليكم عنان الثناء الذي فاق بمخايله الروض الأريض وخمائله