وكل بحر عذب يمون كل غاز لا يحبس عن جهاد الكفار في عقر الدار الشكائم وكل بحر ملح كم تغيظ من مجاورة أخيه لأهل الشرك ومشاركتهم فيه فراح وموجه المتلاطم .
المملوك يخدم خدمة يقتفي فيها أثر والده ويجري في تجميلها على أجمل عوائده ويستفتح فيها استفتاحا تحف به من هنا ومن هنا تحف محامده ويصف ولاء قد جعله الله أجمل عقوده وأكمل عقائده ويشفعها بإخلاص قد جعله ميله أحسن وسائله وقلبه أزين وسائده ويطلع علمه على أن من سجايا المتعرضين إلى الإعلان بشكر الله تعالى في كل ما يعرض للمسلمين من نصر ويفترض لهم من أجر غزوكم قعد عنه ملك فيما مضى من عصر أن يقدروا هذه النعمة حق قدرها من التحدث بنعمتها والتنبيه بسماع نغمتها وإرسال أعنة الأقلام بها في ميادين الطروس وإدارة حرباء وصف حر حرب إلى مواجهة خير الشموس .
ولما كانت غزوات مولانا السلطان ملك البسيطة الوالد خلد الله سلطانه قد أصبحت ذكرى للبشر ومواقفه للنصركم جاءت هي والقدر على قدر وقد صارت سيرها وسيرها هذه شدو في الأسمار وهذه جادة تستطيب منها حسن الحدو السفار فكم قاتلت من يليها من الكفار وكم جعلت من يواليها وهو منصورها منصورا بالمهاجرين والأنصار .
ولما أذل الله ببأسها طوائف التتار في أقاصي بلاد العجم وجعل حظ قلوبهم الوجع من الخوف ونصيب وجوههم الوجم وأخلى الله من نسورهم الأوكار ومن أسودهم الأجم وقصرت بهم هممهم حتى صاروا يخافون الصبح إذا هجم والظن إذا رجم وصارت رؤية الدماء تفزعهم فلو احتاج أحدهم لتنقيص دم لمرض لأجنح من خوفه وما احتجم .
وأباد الله الأرمن فحل بالنبيل منهم الويل وما شمر أحد من الجنود الإسلامية عن ساعد إلا وشمر هو من الذل الذيل ولا أثارت الجياد من الخيل عثيرا منعقدا إلا وظنوه مساء قد أقبل أو ليل وانتهت نوبة