جملة وتفصيلا وشكرنا حسن صنيعه إقامة ورحيلا وتضاعف سرورنا بوصول الأمير أطلمش إلى الحضرة الشريفة .
ووصل إلينا الأمير شهاب الدين بن غلبك وسيف الدين قاني بيه مرتلين من ذكر محاسنكم ترتيلا وعرضا ما تفضلتم به في حقنا إكراما وتوقيرا وتبجيلا وأنهيا بين أيدينا ما عوملا به من الفضل الذي ما عليه مزيد والبر الذي تعجز الفصحاء أن تبديء بعض محاسنه أو تعيد وأنهما كانا كل يوم من توفر الفضل في يوم عيد وحصل لهما من الإقبال ما لا يحصى بالحصر والتحديد فحمدنا للمقام الشريف الوالدي حسن هذا الفضل العام وشكرنا جميل تفضله الذي أخجل الغمام وتزايد شوقنا وحبنا حيث زمزمت ألفاظ المفاوضة الشريفة إلى ذلك المقام .
( ليس على الله بمستنكر ... أن يجمع العالم في واحد ) وهذا هو اللائق بالخلال الشريفة والمؤمل في جلال صفاته المنيفة ووصل الخواجا نظام الدين صحبتهما مبديا عن جنابكم من رسائل المحبة والصفاء والمودة والوفاء ما يعجز عن وصفه الناظم والناثر مظهرا من حسن المودة وغزير المعرفة ما يفخر به الموالي والمؤاثر سالكا من تأكيد أسباب الصلح ما تتجمل به مفارق المفاخر معتذرا عما تقدم فما قدر ربما يكون سببا لإصلاح الآخر متكفلا عن صفاء طويتكم لنا بما يسر السرائر فضاعفنا إكرامه ورادفنا إنعامه ووفرنا من العز أقسامه وأنزلناه منزلا يليق به ووصلنا كل خير بسببه وما هو إلا مستحق لكل ما يراد به من فيض فضل وفضل .
وأما ما أشار إليه من إعادة القسم تأكيدا للصلح وتوضيحا للنجح ولو كان القسم الذي أقسمنا به مصرحا لكان أولى فقد علمنا ذلك وكتبنا ألفاظ القسم في كتاب الصلح مصرحة وأعدناه إلى حضرته ليقرأ على مسامعه الشريفة ويشمله