ولم يسع في مثلها لغيره قدمان وانتهت في تمكين القواعد وتوطيدها وتأكيد الأحوال وتمهيدها والتجرد في تحصيل الأرب وتيسير المطلب إلى ما يوجبه الود المحصف الأمراس والمصافاة الخالصة من الشوائب والأدناس فآنست في مقابلة ذلك من الالتفات إلى ما أوردته مما يبين عن لطف مكاتبته بالموقف الأشرف ويعرب ويصفو مورد الفخار بمثله ويعذب وجدد من التشريف والزيادة فيه ما يوفي على الذي تقدمه قدرا ويجل طوقه عن أن يرضى عمرا وشفع ذلك بتنفيذ التشريفات لولده أيد الله علوه والمطيفين بحضرته واللائذين بحوزته وابتدائهم بالإحسان والإنعام والتكرمة الموفية على المرام إكبارا لشأنه وإبانة عن محله من الآراء الشريفة ومكانه وإيثارا لإعظام أمره وإعلاء قدره ليعلم أيد الله علوه مكان التجرد في هذه الحال وصدق السعي الذي افترت ثغوره عن نجح الآمال وأرجو أن يصادف حسن المقام في ذلك عنده موقعه ويلقى لديه اعترافا يوافق مرآه مسمعه .
فأما الإشارة إلى المشار إليه في التوزع لتلك الهنات الجارية التي ما زالت الأيام بمثلها جائية والاستبشار بزوال ما عرض واضمحلاله وعود الرأي الأشرف إلى أكمل أحواله وقد عرفها بمزيد الاعتداد والشكر قائلها ولم يكن الذي جرى مما يشعب فكرا أو يتوزع سرا فإن الاعتداد الأشرف كان بحمد الله محفوظا والاجتهاد في الخدمة بعين الاعتراف والرضا ملحوظا لم تحله حال متجدده ولا رتعت الحوادث مورده وما زالت ثغور الأيام في كل وقت عن الزيادة باسمه وسحبه بنجح اشتطاط الآمال ساجمه والمندوب لتحمل المثال وما يقترن به من التشريف فلان وهو من أعيان العلماء ومن له في ميدان السبق شأو القرناء وله في الدار العزيزة مجدها الله الخدمة الوافية والمكانة الوافرة وما زالت مذاهبه في خدمه حميدة ومقاصده على تقلب الحالات مرضية سديدة