أهلها عرفهم الله عوارف الأداء وأوزعهم شكر نعمة هذا الفتح الرباني الذي تفتحت له أبواب السماء وأنشرت معجزاته ميت الرجاء في هذه الأرجاء .
سلام كريم طيب بر عميم تنشق منه نفحات الفرج عاطرة الأرج ورحمة الله وبركاته .
أما بعد حمد الله فاتح أبواب الأمل بعد استغلاقها ومتدارك هذه الأمة المحمدية بالصنع الذي تجلى لها ملء أحداقها والرحمة التي مدت على النفوس والأموال والحرمات والأحوال ضافي رواقها سيدنا ومولانا محمد رسوله الذي دعوته هي العروة الوثقى لمن تمسك باعتلاقها وأقام على ميثاقها ذي المعجزات التي بهرت العقول بائتلافها الذي لم ترعه في الله الشدائد على اشتداد وثاقها وفظاعة مذاقها حتى بلغت كلمة الله ما شاءت من انتظامها واتساقها والرضا عن آله وصحبه وعترته وحزبه الفائزين في ميدان الدنيا والدين بخصل سباقها .
فإنا كتبناه إليكم كتب الله لكم شكرا لنعمه ومعرفة بمواقع كرمه من حمراء غرناطة حرسها الله ولا زائد بفضل الله سبحانه إلا ما أمن الأرجاء ومهدها وأنشأ معالم الإسلام وجددها وأسس أركان الدين الحنيف وأقام أودها وأنتم الأولياء الذين نعلم منهم خلوص الأهواء ونتحقق ما عندهم من الخلوص والصفاء .
وإلى هذا فقد علمتم ما كانت الحال آلت إليه من ضيقة البلاد والعباد بهذا الطاغية الذي جرى في ميدان الأمل جري الجموح ودارت عليه خمرة النخوة والخيلاء مع الغبوق والصبوح حتى طفح بسكر اغتراره ومحص المسلمون على يديه بالوقائع التي تجاوز منتهى مقداره وتوجهت إلى استئصال الكلمة مطامع أفكاره ووثق بأنه يطفيء نور الله