الأقسام وعرفكم عوارف نعمه الثرة وآلائه الجسام من حمراء غرناطة حرسها الله واليسر بفضل الله طارد الأزمات بعد ما قعدت وكاشف الشدائد بعدما أبرقت وأرعدت .
ثم ما عندنا من الاعتداد بإيالتكم التي أنجزت لنا في الله ما وعدت ومددنا إليها يد الانتصار على أعدائه فأسعدت إلا الصنع العجيب واليسر الذي أتاح ألطافه السميع المجيب واليمن الذي رفع عماده التيسير الغريب ومد رواقه الفرج القريب وإلى هذا أيدكم الله على أعدائه وأجزل لديكم مواهب آلائه وحكم للإسلام على يديكم بظهوره واعتلائه وعرفكم من أخبار الهني المدفع وأنبائه كل شاهد برحمته واعتنائه .
فإنا كتبناه إليكم نحقق لديكم البشرى التي بمثلها تنضى الركاب ويخاض العباب ونعرض عليكم ثمرة سعدكم الجديد الأثواب المفتح للأبواب علما بما عندكم من فضل الأخلاق وكرم الأعراق وأصالة الأحساب والمعرفة بمواقع نعم الله التي لا تجري لخلقه على حساب والعناية بأمور هذا القطر الذي تعلق أذيال ملككم السامي الجناب .
وقد تقرر لدى مقامكم الأسنى ما كانت الحال آلت إليه بهذا الطاغية الذي غره الإمهال والإملاء وأقدمه على الإسلام التمحيص المكتوب والابتلاء فتملأ تيها وعجبا وارتكب من قهر هذه الأمة المسلمة مركبا صعبا وسام كلمة الإسلام بأسا وحربا فكتائب بره توسع الأرجاء طعنا وضربا وكتائب بحره تأخذ كل سفينة غصبا والمخاوف قد تجاوبت شرقا وغربا والقلوب قد بلغت الحناجر