هذه المكاتبة إلى المجلس الفلاني أعلى الله سلطانه وعمر بالنجاح آماله وبالسعادة أوطانه ولا زالت يد النصر تصرف يوم اللقاء عنانه ويد لطف الله تفيض على الخلق يوم العلياء عنانه وتمكن من هام الأعداء ونحورهم سيفه وسنانه نشعره أنه لم تزل عوائد الله سبحانه عندنا متكفلة ما يوجب أن يبدأ الحمد ويعاد مقربة لنا من الآمال كل ما كان رهين نأي وبعاد موافقة لنا بالتوفيق فكأننا وإياه على ميعاد معينة لنا على ما يعتده الغاش معاش وعيد معاد .
وقد كان ما علم من غزوتنا إلى أيلة التي اتخذها العدو معقلا وتديرها منزلا وعدها موئلا وغاض بها رونق الجملة وفاض بها أهل القبلة وصارت على مدارج الأنفاس وعلى مراصد الافتراص والافتراس وخصت الحرمين بأعظم قادح واشتد عن حادثتها من لطف الله أعظم فاتح ولما توجهنا إليها ونزلنا عليها شاهدنا قلعة يحتاج راميها إلى الدهر المديد والأمل البعيد والزاد العتيد والبأس الشديد تنبو بعطف جامح عن الخطبة وتعرض بذكر مانع عن الضربة وتعطف بأنف على السحاب شامخ وتطلع في الصباح بوجه شادخ كأنما بينها وبين الأيام ذمام وكأن نار الحوادث إذا بلغت ماءها برد وسلام فأطفنا بها متبصرين ونزلنا من ناحية البر بها مفكرين وبينا نحن نأمر بالحرب أن يشب أوارها وبالخيل أن تسير أسرارها وبنار اللقاء أن يستطير شرارها وبقناطير