سياستكم والتوصل إلى استنقاذ أسرائكم ولولا أن إيضاح القول في الصواب أولى بنا من المسامحة في الجواب لأضربنا عن ذلك صفحا إذ رأينا أن نفس السبب الذي من أجله سما إلى مكاتبة الخلفاء عليهم السلام من كاتبهم أو عدا عنهم إلى من حل محلنا في دولتهم بل إلى من نزل عن مرتبتنا هو أنه لم يثق من منعه ورد ملتمسه ممن جاوره فرأى أن يقصد به الخلفاء الذين الشرف كله في إجابتهم ولا عار على أحد وإن جل قدره في ردهم ومن وثق في نفسه ممن جاوره وجد قصده أسهل السبيلين عليه ودناهما إلى إرادته حسب ما تقدم لها من تقدم وكذلك كاتب من حل محلك من قصر عن محلنا ولم يقرب من منزلتنا فممالكنا عدة كان يتقلد في سالف الدهر كل مملكة منها ملك عظيم الشأن .
فمنها ملك مصر الذي أطغى فرعون على خطر أمره حتى أدعى الإلهية وأفتخر على بني الله موسى بذلك .
ومنها ممالك اليمن التي كانت للتبابعة والأقيال العباهلة ملوك حمير على عظم شأنهم وكثرة عددهم .
ومنها أجناد الشام التي منها جند حمص وكانت دارهم ودار هرقل عظيم الروم ومن قبله من عظمائها .
ومنها جند دمشق على جلالته في القديم والحديث واختيار الملوك المتقدمين له .
ومنها جند الأردن على جلالة قدره وأنه دار المسيح من الأنبياء والحواريين