بكتبنا الصادرة عنا في المآرب العارضة لنا من خصبت من كلا الفريقين نهضته إليها وظهرت مثابرته عليها وإذا انتهينا إليه أدام الله عزه في ذلك عددنا مع ما قدم الله عندنا من رتبته في الطبقة الأولى وميزنا مع ما وفر الله علينا من طاعته عن الطبقة الأخرى وأنسنا منه عادة مشكورة في اتباع محبوبنا والإسعاف بمطلوبنا ليسلس لنا إلى مخاطبته قياد يتقاعس عمن سواه وتنبسط منا في مكاتبته أنامل تتجعد عمن لا يجري مجراه ولا سيما إذا كان ذلك في مكرمة يطيب ثناؤها ومنقبة يشاد بناؤها والله يمده ويمدنا فيه من طيب السجايا وصالح العطايا بما هو الولي به والحقيق بالشكر عليه .
وكتابنا هذا أدام الله عز الصاحب الجليل كافي الكفاة مبني على إذكاره بحق لنا رعيناه وذمام من أجله أوجبناه وذلك أسد لإحكامه وألزم لإيجابه وأوكد لأسبابه وقد عرف مكان أبي منصور يزداها دار بن المرزبان من خدمتنا وموقعه في جملتنا وتوفر حظه من جميل رأينا وخالص اعتقادنا ومن أوجه وسائله لدينا التي أوجبت له ذلك علينا أنا لا نزال عده عليه من الاعتداد بإحسان الصاحب الجليل كافي الكفاة إليه وإلى أبيه من قبله والاعتراف بأنه أيده الله أبو عذرة صنعه والسابق إلى الجذب بضبعه ولمن كان أقر له من ذلك معروف لا ينكر ودخل من الثناء عليه في إجماع لا يخرق فقد بين عن نفسه أنه ممن يطيق حمل المنن ويحسن مصاحبة النعم ويستحق أن تقر عنده أسلافها وتدر عليه أخلافها إذ لم يذهله الربوع فيها عن التحيد من اصطرافها وانصرافها ولم يلهه التوسط لها عن حياطة أطرافها وأكنافها ومن لنا اليوم بالشكور الذي لا يغمط والذكور الذي لا ينسى والعليم بما يلزمه والقؤوم بما يحق عليه وأعلمنا حال قريبين له يقال لهما الفركان بن حرزاد ورستم بن يزد وأنهما تصرفا في بعض الخدمة تصرفا تزايلا فيه عن نهج السداد وسنن