أو ناضل بيوم الكديد فسهمه غير السديد إنما كان مقاما غير معتاد ومرعى نفوس لم يف بوصفه لسان مرتاد وزلزال جبال أوتاد ومتلف مذخور لسلطان الشيطان وعتاد أعلم فيه البطل الباسل وتورد الأبيض الباتر وتأود الأسمر العاسل ودوم الجلمد المتكاسل وانبعث من حدب الحنية إلى هدف الرمية الناشر الناسل ورويت لمرسلات السهام المراسل ثم أفضى أمر الرماح إلى التشاجر والارتباك ونشبت الاسنة في الدروع نشب السمك في الشباك ثم اختلط المرعى بالهمل وعزل الرديني عن العمل وعادت السيوف من فوق المفارق تيجانا بعد أن شقت غدر السوابغ خلجانا واتحدت جداول الدروع فصارت بحرا وكان التعانق فلا ترى إلا نحرا يلازم نحرا عناق وداع وموقف شمل ذي انصداع وإجابة مناد إلى فراق الأبد وداع واستكشفت مآل الصبر الانفس الشفافه وهبت بريح النصر الطلائع المبشرة الهفافه ثم أمد السيل ذلك العباب وصقل الاستبصار الألباب واستخلص العزم صفوة اللباب وقال لسان النصر ادخلوا عليهم الباب فأصبحت طوائف الكفار حصائد مناجل الشفار فمفارقهم قد رضيت حرماتها بالاعقار ورؤوسهم محطوطة في غير معالم الاستغفار وعلت الرايات من فوق تلك الأبراج المستطرفة والأسوار ورفرف على المدينة جناح البوار لولا الانتهاء إلى الحد والمقدار والوقوف عند اختفاء سر المقدار .
ثم عبرنا نهرها وشددنا بأيدي الله قهرها وضيقنا حصرها وأقمنا بها أياما تحوم عقبان البنود على فريستها حياما وترمي الأرواح ببوارها وتسلط النيران على أقطارها فلولا عائق المطر لحصلنا من فتح ذلك الوطن على الوطر فرأينا أن نروضها بالاجتثاث والانتساف ونوالي على زروعها وربوعها