سراج وسلك على أقصد منهاج ولم يزايل الرشاد آراءه وصاحب السداد أنحاءه والله تقدس اسمه لا يزال يعرفنا من سعادة الدعوة الزكية ما يصلح به أحوالنا ويفسح به آمالنا بمنه .
ولما أتاح الله من السلم ما أتاحه وأزاح من المكروه ما أزاحه لم أجد في فسحة ولا غنى ولا سعة من إطلاع أمير المؤمنين مولاي وسيدي من ذلك على الجلية وإعلامه بالصورة فأنهضت إلى حضرته العالية ذا الوزارتين عبد الرحمن بن مطروح رسولي وعبدي وخاصتي مملوكه لينهي إليه الحال على حقيقتها ويوفيها بكليتها وأقرن به رسول الموفق متحملا مثل ما تحمله رسولي ومتقلدا كالذي تقلده ولأمير المؤمنين مولاي وسيدي الفضل العميم في الإصغاء إليهما والوعي عنهما والسماع منهما جميع ما يوردانه ويوضحانه ويستوفيانه ويشرحانه والتطول بالمراجعة فيه بما يستوجبه ويقتضيه واصلا لعز مننه وأياديه إن شاء الله تعالى .
الطرف السابع في المكاتبة الصادرة إلى خلفاء الموحدين بالمغرب القائم بقاياهم الآن بتونس وما معها من سائر بلاد أفريقية وفيه ثلاثة أساليب .
الأسلوب الأول أن تفتتح المكاتبة بالدعاء وهي على ضربين .
الضرب الأول أن تكون المكاتبة من ملك آخر .
والرسم فيه أن تفتتح بالدعاء المناسب للحال ويعبر المكتوب عنه عن نفسه بنون الجمع ويخاطب المكتوب إليه بأمير المؤمنين كما كتب القاضي