حافظ لأمره منتقم من عدوه بحزبه وإني أوصيكم بتقوى الله وحظكم ونصيبكم من الله وما جاء به نبيكم وأن تهتدوا بهديه وأن تعتصموا بدين الله فإن من لم يهد الله ضل وكل من لم يعافه مبتلى وكل من لم ينصره مخذول فمن هداه الله كان مهديا ومن أضله كان ضالا ( من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ) ولم يقبل منه في الدنيا عمل حتى يقر به ولم يقبل له في الآخرة صرف ولا عدل .
وقد بلغني رجوع من رجع منكم عن دينه بعد أن أقر بالإسلام وعمل به اغترارا بالله وجهالة بأمره وإجابة للشيطان وقال الله جل ثناؤه ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه افتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ) وقال جل ذكره ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ) وإني أنفذت إليكم فلانا في جيش من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان وأمرته أن لا يقاتل أحدا ولا يقتله حتى يدعوه إلى داعية الله فمن استجاب له وأقر وكف وعمل صالحا قبل منه وأعانه عليه ومن أبى أمرته أن يقاتله على ذلك ولا يبقى على أحد منهم قدر عليه