الصيغة تقتضي مزيدا على القدر الحاصل بخلاف الدوام فإنه يقتضي استصحاب القدر الحاصل فقط وعلى هذا النهج قال في معالم الكتابة ولا يكتب عن السلطان إلى أحد ممن في ممالكه بلا زال ولا برح بل يختص ذلك بملك مثله قال ولا حرج في الكتابة بذلك عن السلطان إلى ولده إذا كان نائبا عنه في الملك قال وكذلك لا يدعو الأعلى للأدنى بلا زال ولا برح .
قلت والذي استقر عليه الحال الكتابة عن السلطان بذلك لأكابر النواب ويكتب به أكابر الدولة بعضهم إلى بعض .
الثالث أن يعرف ما يناسب كل حالة من حالات المكاتبات فيأتي لكل حالة بما يناسبها من الدعاء قال في مواد البيان يبغي أن تكون الأدعية دالة على مقاصد الكتاب فإن كان في الهناء كان بما راجت معرفته وإن كان في العزاء كانت مشتقة من وصفه وكذلك سائر فنون المكاتبات فإنه متى خرج الدعاء عن المناسبة وباين المقصود خرج عن جادة الصناعة وتوجه اللوم على الكاتب لا سيما إذا أتى بما يضاد المراد كما حكى أبو هلال العسكري في الصناعتين أن بعضهم كتب إلى محبوبته عصمنا الله وإياك مما يكره فكتبت إليه يا غليظ الطبع إن استجيب لك لم نلتق أبدا .
ويختلف الحال في ذلك باختلاف حال المكاتبات فتارة تكون باعتبار الشيء المكتوب بسببه كما يكتب في معنى البشارة بجلوس الملك على تخت الملك لا زال أمره وأمتعه من البشائر بما يتوضح على جبين الصباح بشره وما يترجح على ميزان الكواكب قدره وما ينفسح من أوقات أمن لا يختلف فيها زيده وعمره .
وكما يكتب في البشرى بفتح ولا زالت آيات النصر تتلى عليه من