بمهمات السلطنة فلا بد من مخاطبة صاحب ديوان الإنشاء فيها واعتماد ما يبرز به أمره وما كان منها حقيرا بالنسبة إلى مخاطبة السلطان فيه استقل فيه بما يقتضيه رأيه .
ثم من ذلك ما يكتب به صاحب الديوان رقاعا لطيفة بخطه ويعينها على الكاتب الذي يكتبها وتدفع إليه لتخلد عنده شاهدا له كالولايات والمسامحات والإطلاقات والمكاتبات المتعلقة بأمور المملكة ونحو ذلك ومن ذلك ما يبرز به أمر صاحب الديوان مشافهة فيكتبه من غير شاهد عنده وذلك في الأمور التي لا درك فيها على الكاتب كتقاليد النواب وبعض المكاتبات إذ لا تهمه تلحق كاتب الإنشاء في مثل ولاية نائب كبير أو قاض حفيل لأن مثل ذلك لا يخفى على السلطان فأشبه خطاب صاحب الديوان فيها الكاتب خطاب السلطان صاحب الديوان حيث لا شاهد عليه إلا الله تعالى بخلاف الأمور التي يلحق كاتبها الدرك فإنه لا بد في كتابتها من تخليد شاهد وكان الواجب أن لا يكتب حقير ولا جليل إلا بشاهد من صاحب الديوان فإن الأمور تتراكم وتكثر والإنسان معرض للنسيان وربما عرض إنكار بسبب ما يكتبه الكاتب ونسيه صاحب الديوان فيكون الكاتب قد عرض نفسه لأمر عظيم ولا يقاس الكاتب على صاحب الديوان في عدم أخذه شاهدا بخط السلطان فإن صاحب الديوان هو المتصرف حقيقة والسلطان وكل جميع أمور المملكة إليه فلا يتهم في شيء منها بخلاف الكاتب .
وقد ذكر أبو الفضل الصوري في تذكرته أن المكتوب من الديوان إن كان مكاتبة فالواجب أن يكون عنوانها بخط متولي الديوان وإن كان منشورا فالواجب أن يكون التاريخ بخطه ليدل على أنه وقف على المكتوب وأمضى حكمه ورضيه ويكون ذلك قد قام مقام كتابة اسمه فيه ثم قال وقد كان