الفصل الثاني من الباب الأول من المقالة الثالثة في الألقاب وفيه طرفان .
الطرف الأول في أصول الألقاب وفيه جملتان .
الجملة الأولى في معنى اللقب والنعت وما يجوز منه ويمتنع .
أما اللقب فأصله في اللغة النبز بفتح الباء .
قال ابن حاجب النعمان في ذخيرة الكتاب والنبز ما يخاطب به الرجل الرجل من ذكر عيوبه وما ستره عنده أحب إليه من كشفه وليس من باب الشتم والقذف .
وأما النعت فأصله في اللغة الصفة .
يقال نعته ينعته نعتا إذا وصفه .
قال في ذخيرة الكتاب وهو متفق على أنه ما يختاره الرجل ويؤثره ويزيد في إجلاله ونباهته بخلاف اللقب .
قال لكن العامة استعملت اللقب في موضع النعت الحسن وأوقعوه موقعه لكثرة استعمالهم إياه حتى وقع الاتفاق والاصطلاح على استعماله في التشريف والإجلال والتعظيم والزيادة في النباهة والتكرمة .
قلت والتحقيق في ذلك أن اللقب والنعت يستعملان في المدح والذم جمعيا فمن الألقاب والنعوت ما هو صفة مدح ومنها ما هو صفة ذم .
وقد عرفت النحاة اللقب بأنه ما أدى إلى مدح أو ذم فالمؤدي إلى المدح كأمير المؤمنين وزين العابدين والمؤدي إلى الذم كأنف الناقة وسعيد كرز وما أشبه ذلك