فقدم مكانه ميخائيل في سنة عشرين ومائة وفأقام ثلاثا وعشرين سنة ولقي شدائد من عبد الملك بن موسى نائب مروان الجعدي على مصر ثم من مروان لما دخل إلى مصر إلى أن قتل في أبي صير وأطلق البطرك والنصارى نائب أبي العباس السفاح .
وفي سنة إحدى وثلاثين ومائة رسم بإعادة ما استولى عليه اليعاقبة من كنائس الملكية بالديار المصرية إليهم فأعيدت وأقيم لهم بطرك وكانت الملكية قد أقاموا بغير بطرك سبعا وتسعين سنة من خلافة عمر بن الخطاب Bه حين الفتح الإسلامي إلى خلافة هشام بن عبد الملك .
وفي سنة سبع وأربعين ومائة صرف أبو جعفر المنصور ميخائيل بطرك اليعاقبة وأقام عوضه مينا فأقام تسع سنين ومات في خلافة الهادي محمد بن المهدي .
وقدم مكانه يوحنا فاقام ثلاثا وعشرين سنة ومات سادس عشر طوبة سنة خمسمائة وخمس عشرة للشهداء .
ثم في سنة اثنتين وسبعين ومائة في خلافة الرشيد قدم في البطركية مرقص الجديد فأقام عشرين سنة وسبعين يوما .
وفي أيامه رسم الرشيد بإعادة كنائس الملكية التي استولى عليها اليعاقبة ثانيا إليهم وثارت العربان والمغاربة وخربوا الديرة بوادي هبيب ولم يبق فيها من الرهبان إلا اليسير ثم مات في سنة إحدى عشرة ومائتين .
وقدم عوضه في البطركية يعقوب قيل في السنة الثالثة من خلافة المأمون .
وفي أيامه عمرت الديارات وعادت الرهبان إليها ومات في سنة اثنتين وعشرين ومائتين