قبرس فمات بها لعشر سنين من ولايته وخلا كرسي الملكية بعده بالإسكندرية سبع سنين .
وكانت اليعاقبة بالإسكندرية قدموا عليهم انسطانيوس فمكث فيهم ثنتي عشرة سنة واسترد ما كانت الملكية استولوا عليه من كنائس اليعقوبية ومات .
ثم ولي اندرانيكون بطركا على اليعاقبة فأقام ست سنين خربت فيها الديرة ثم مات .
وولي مكانه لأول الهجرة بنيامين فمكث تسعا وثلاثين سنة .
وفي خلال أيامه غلب هرقل ملك الروم على مصر وملكها .
وولي أخاه منانيا بطركا على الاسكندرية وواليا وكان ملكيا .
ورأى بنيامين البطرك في نومه من يأمره بالاختفاء فاختفى ثم غضب هرقل على أخيه منانيا لمعتقد في الدين فأحرقه بالنار ثم رمى بجثته في البحر وبقي بنيامين مختفيا إلى أن فتح المسلمون الإسكندرية فكتب له عمرو بن العاص بالأمان فرجع إلى الإسكندرية بعد أن غاب عن كرسيه ثلاث عشرة سنة وبقي حتى مات في سنة تسع وثلاثين من الهجرة واستمرت البطركية بعده في اليعقوبية بمفردهم وغلبوا على مصر وأقاموا بجميع كراسيهم أساقفة يعاقبة وأرسلوا أساقفتهم إلى النوبة والحبشة فصاروا يعاقبة .
وخلفه في مكانه أغاثوا فمكث سبع عشرة سنة ثم مات في سنة ست وخمسين من الهجرة وهو الذي في أيامه قد انتزعت كنائس الملكية من اليعاقبة وولي عليهم بطرك بعد أن أقاموا من لدن خلافة عمر بغير بطرك نحوا من مائة سنة ورياسة البطرك لليعاقبة وهم الذين يبعثون الأساقفة إلى النواحي .
ومن هنا