سارق قطع الملك رأسه وعلقه مكان ما قطع منه عادة عندهم يتوارثونها خلفا عن سلف لا توجد فيها رخصة ولا تنفع فيها شفاعة .
وجبالها ذوات أشجار مشتبكة غليظة السوق إلى الغابة تظل الواحدة منها خمسمائة فارس .
وفيها بغانة وما وراءها في الجنوب من بلاد السودان الهمج معادن الذهب .
وقد حكى في مسالك الأبصار عن الأمير أبي الحسن علي بن أمير حاجب عن السلطان منسا موسى سلطان هذه المملكة أنه سأله عند قدومه الديار المصرية حاجا عن معادن الذهب عندهم فقال توجد على نوعين نوع في زمان الربيع ينبت في الصحراء له ورق شبيه بالنجيل أصوله التبر .
والثاني يوجد في أماكن معروفة على ضفات مجاري النيل تحفر هناك حفائر فيوجد فيها الذهب كالحجارة والحصى فيؤخذ .
قال وكلاهما هو المسمى بالتبر .
ثم قال والأول أفحل في العيار وأفضل في القيمة .
وذكر في التعريف نحوه .
وذكر عن الشيخ عيسى الزواوي عن السلطان منسا موسى المقدم ذكره أيضا انه يحفر في معادن الذهب كل حفيرة عمق قامة أو ما يقاربها فيوجد الذهب في جنباتها .
وربما وجد مجتمعا في سفل الحفيرة وأن في مملكته أمما من الكفار لا يأخذ منهم جزية إنما يستعملهم في إخراج الذهب من معادنه .
ثم قد ذكر في مسالك الأبصار أن النوع الأول من الذهب يوجد في زمن الربيع عقيب الأمطار ينبت في مواقعها والثاني يوجد في جميع السنة في ضفات مجاري النيل .
وذكر في التعريف أن نبات الذهب بهذه البلاد يبدأ في شهر