مهلك ابن هود ثم أخذ المرية من يد محمد بن الرميمي وزير ابن هود الثائر بها سنة ثلاث وأربعين .
ثم بايعه أهل لورقة سنة ثلاث وستين وانتزعها ممن كانت بيده .
وفي أيامه وأيام ابن هود الثائر استعاد العدو المخذول من المسلمين أكثر بلاد الأندلس وحصونه وهي بيدهم إلى الان فإنا لله وإنا إليه راجعون .
وبقي حتى مات سنة إحدى وسبعين وستمائة .
وقام بأمره من بعده ابنه الفقيه محمد ابن الشيخ محمد بن يوسف واستجاش بني مرين ملوك المغرب على أهل الكفر فلبوه بالإجابة وكان لهم مع طاغية الكفر وقائع أبلغت فيهم التأثير وبلغت فيهم حد النكاية وبقي حتى هلك سنة إحدى وسبعمائة .
وولي من بعده ابنه محمد المخلوع ابن محمد الفقيه .
ثم غلب عليه أخوه أبو الجيوش نصر بن محمد الفقيه واعتقله سنة ثمان وسبعمائة واستولى على مملكته فأساء السيرة في الرعية والصحبة لمن عنده من غزاة بني مرين .
فبايعوا أبا الوليد إسماعيل ابن الرئيس أبي سعيد فرج بن إسماعيل بن يوسف بن نصر وزحف من مالقة إلى غرناطة فهزم عساكر أبي الجيوش فصالحه على الخروج إلى وادياش ولحق بها فجدد له بها ملكا إلى أن مات سنة ثنتين وعشرين وسبعمائة فدخل أبو الوليد إلى غرناطة وملكها وكان بينه وبين ملك قشتالة من ملوك النصارى واقعة بظاهر غرناطة ظهرت فيها معجزة من معجزات الدين لغلبة المسلمين مع قلتهم المشركين مع العدد الكثير وغدر به بعض قرابته من بني نصر فطعنه عندما انفض مجلسه بباب داره فقتله .
وبويع لابنه محمد بن أبي الوليد إسماعيل فاستولى عليه وزيره محمد ابن المحروق وغلب عليه حتى قتله بمجلسه غدرا في سنة تسع وعشرين وسبعمائة واستبد بأمر ملكه واستجاش بني مرين على طاغية الكفر حتى