فدخلها وورث ملك الموحدين بها ثم رجع إلى فاس بعد أن استخلف على مراكش في شوال من سنته وشرع في بناء المدينة التي استجدها ملاصقة لمدينة فاس في ثالث شوال سنة أربع وسبعين وستمائة ونزل فيها بحاشيته وذويه وغزا في خلال ذلك النصارى بالأندلس أربع مرات حتى أذعن له شانجة بن أدفونش وسأله في عقد السلم له فعقد له على شروط اشترطها عليه وعاد إلى بلاد المغرب فمرض ومات في اخر المحرم سنة خمس وثمانين وستمائة .
وبويع بعده ابنه ولي عهده أبو يعقوب يوسف بن يعقوب فجرى على سنن أبيه في العدل والغزو وأجاز إلى الأندلس وجدد السلم مع شانجة ملك النصارى .
وغزا تلمسان مرات وبقي حتى طعنه خصي من خدمه وهو نائم على فراشه فمات سابع ذي القعدة سنة ست وسبعمائة .
وبويع بعده ابنه أبو ثابت عامر بن أبي يعقوب يوسف واختلفت عليه النواحي ثم استقام أمره وبقي حتى انتقض عليه عثمان بن أبي العلاء بنواحي طنجة من أقصى الغرب فخرج لقتاله ومرض في طنجة ومات في ثامن صفر سنة سبع وسبعمائة .
وبويع بعده أخوه أبو الربيع بن أبي يعقوب يوسف فأحسن السيرة وأجزل الصلات وسار بسيرة ابائه وبقي حتى مات بمدينة تازا في سلخ جمادى الاخرة سنة عشر وسبعمائة ودفن بصحن جامعها .
وبويع بعده أخوه أبو سعيد عثمان بن أبي يعقوب يوسف فلما استقام أمره