بفاس الجديدة من جانب الشمال على المجرى المركب عليه حمص ومن الشرق حيث انعطف النهر عند فاس العتيقة .
قال في مسالك الأبصار وهذا النهر متوسط المقدار .
عرضه في المكان المتسع نحو أربعين ذراعا وفي الضيق دون ذلك وربما تضايق إلى خمسة عشر ذراعا فما دونها وعمقه في الغالب تقدير قامة رجل .
ونقل في مسالك الأبصار عن ابن سعيد أن نهرها يلاقي وادي سبو وهو من أعظم أنهار المغرب يصب في البحر المحيط بين سلا وقصر عبد الكريم .
قال في تقويم البلدان قال ابن سعيد وعلى أنهارها داخل المدينة نحو ستمائة رحا تدور بالماء دائما .
قال في مسالك الأبصار وعليها ناعورة ترفع الماء إلى بستان السلطان .
وبناء فاس العتيقة بالاجر والجبال مكتنفة بها وعلى كل من عتيقها وجديدها أسوار دائرة محصنة ذات بروج وبدنات وجميع أبنيتها بالحجر والاجر والكلس موثقة البناء مشيدة الأركان .
وتزيد فاس الجديدة على فاس العتيقة في الحصانة والمنعة والعتيقة بسور واحد من الحجارة والجديدة بسورين من الطين المفرغ بالقالب من التراب والرمل والكلس المضروب وهو أشد من الحجر ولا تعمل فيه المجانيق ولا تؤثر فيه وكذلك غالب أبنيتها وسقوف جميعها الخشب وربما غشيت بعض السقوف بالقصدير والأصباغ الملونة وأرض دور رؤسائها مفروشة بالزليج وهو نوع من الاجر مدهون بدهان ملون كالقاشاني بالأبيض والأسود والأزرق والأصفر والأخضر وما يركب من هذه الألوان وغالبه الأزرق الكحلي وربما اتخذ منه الوزرات بحيطان الدور قال في مسالك الأبصار وسألت السلائحي عن مقدار عمارة فاس عتيقها وجديدها .
فقال تكون قدر ثلث مصر والقاهرة وحواضرهها .
قال في تقويم البلدان وللمدينتين ثلاثة عشر بابا وفي