فأما الاستشهاد فهو أن يضمن الكلام شيئا من الحديث وينبه عليه كقول أبي إسحاق الصابي في وصية عهد من خليفة السلطان وأن يقوم بما يعقده الرجل من عرض المسلمين فإن ذمته ذمة جميع المؤمنين وقد قال رسول الله المسلمون يسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم .
وكما كتب بعض الكتاب في صدر كتاب لديوان الخلافة والحمد لله على أن صار إلى أمير المؤمنين ميراث الطاهرين من آبائه وخصه بما حاز له من جزيل الفضل وحبائه وحقق للدولة العباسية وعد النبي إذ يقول لعمه العباس رضوان الله عليه ألا أبشرك يا عم بي ختمت النبوة وبولدك تختم الخلافة وكقوله من عهد آخر وأمره أن يضع الرصد على من يختار في الحمالة من أباق العبيد والاحتياط عليهم وعلى ما يكون معهم إلى أن قال وأن يعرفوا اللقط ويتبعوا أثرها ويشيعوا خبرها فإذا حضر صاحبها وعلم أنه مستوجبها سلمت إليه ولم يعترض فيها عليه والله جل وعز يقول ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) ورسول الله يقول ضالة المؤمن حرق النار إلى غير ذلك من الاستشهادات .
وأما الاقتباسات فهو أن يضمن الكلام شيئا من الحديث ولا ينبه عليه .
فمن ذلك ما ذكره الحريري في مقاماته من قوله وكتمان الفقر زهاده وانتظار الفرج بالصبر عباده وقوله شاهت الوجوه وقبح الهكع ومن يرجوه