وبه الحجرة الشريفة التي بها قبر رسول الله وأبو بكر وعمر Bهما بحجرته الشريفة دائر عليه مقصورة مرتفعة إلى نحو السقف عليه ستر من حرير أسود وخارج المقصورة بين القبر والمنبر الروضة التي أخبر أنها روضة من رياض الجنة .
وقد ذكر أهل الأثر أن المنبر كان في زمن النبي ثلاث درجات بالمقعد وارتفاعه ذراعان وثلاث أصابع وعرضه ذراع راجح وارتفاع صدره وهو الذي يستند إليه رسول الله ذراع وارتفاع رمانتيه اللتين كان يمسكهما بيديه الكريمتين إذا جلس شبر وأصبعان وفيه خمسة أعواد من جوانبه الثلاثة وبقي على ذلك إلى أيام معاوية فكتب إلى مروان عامله على المدينة ان ارفعه عن الأرض فزاد من أسفله ست درجات ورفعه عليها فصار له تسع درجات بالمجلس قيل وصار طوله أربعة أذرع وشبرا .
ولما حج المهدي بن المنصور العباسي سنة إحدى وستين ومائة أراد أن يعيده إلى ما كان عليه فأشار عليه الإمام مالك بتركه خشية التهافت فتركه ويقال إن المنبر الذي صنعه معاوية ورفع منبر النبي عليه تهافت على طول الزمان وجدده بعض خلفاء بني العباس واتخذ من بقايا أعواد منبر النبي أمشاطا للتبرك ثم احترق هذا المنبر لما احترق المسجد في مستهل رمضان سنة أربع وخمسين وستمائة أيام المستعصم بالله وشغل المستعصم عن عمارته بقتال التتار فعمل المظفر صاحب اليمن المنبر وبعث به إلى المدينة سنة ست وخمسين وستمائة فنصب في موضع منبر النبي فبقي إلى سنة ست وستين وستمائة فأرسل الملك الظاهر بيبرس صاحب مصر المنبر الموجود الآن فأزيل ذاك ووضع هذا وطوله أربعة أذرع ومن رأسه إلى عتبته سبعة أذرع تزيد قليلا ودرجاته سبع بالمقعد والأمر على ذلك إلى الآن