عيدية ولا بلحاق لاحق وانسكاب سكاب فلذلك صرفوا هممهم إلى العلوم التي هي نتيجة أو مادة لعلم البيان كاللغة والنحو والفقه والحديث وتفسير القرآن ثم قال وأما أهل بلاد الشرق الذين لهم اليد الطولى في العلوم ولا سيما العلوم العقلية والمنطق فاستوفوا هممهم الشامخة في تحصيله واستولوا بجدهم على جملته وتفصيله ووردوا مناهل هذا العلم فصدروا عنها بملء سجلهم وكيف لا وقد أجلبوا عليه بخيلهم ورجلهم فلذلك عمروا منه كل دارس وعبروا من حصونه المشيدة ما رقد عنها الحارس وبلغوا عنان السماء في طلبه ولو كان الدين في الثريا لناله رجال من فارس إلى أن خرج عنهم المفتاح فكأن الباب أغلق دونهم وظهر من مشكاة بلاد الغرب المصباح فكأنما حيل بينه وبينهم وأدارت المنون على قطبهم الدوائر فتعطلت بوفاته من علومه أفواه المحابر وبطون الدفاتر وانقطعت زهراتهم الطيبة عن المقتطف وتسلط على العضد لسان من يعرف كيف تؤكل الكتف فلم نظفر بعد هؤلاء الأئمة رحمهم الله من أهل تلك البلاد بمن مخض هذا العلم فألقى للطالب زبدته ومحض النصح فنشر على أعطاف العاري بردته ولا حملت قبول القبول إلينا عنهم بطاقة ولا حصلت للمتطلعين لهذا العلم على تلك الأبواب طاقة ولا رأينا بعد أن انطمست تلك الشموس المشرقة واندرست طبقة تحري الفرقة ولم يبق إلا رسوم هي من فضائلهم مسترقة من أطلع غصن قلمه من روض الأذهان زهرة على ورقة ولا من علق شنه بطبقتهم فيقال وافق شن طبقه بل ركدت بينهم