محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب قال ثم حضر بعد ذلك منهم الى الأبواب السلطانية في دولة المعز أيبك وإلى أيام المنصور قلاوون زامل بن علي بن حديثة وأخوه أبو بكر بن علي وأحمد بن حجي وأولاده وإخوته وعيسى بن مهنا وأولاد وأخوه وكلهم رؤساء أكابر وسادات العرب ووجوهها ولهم عند السلاطين حرمة كبيرة وصيت عظيم الى رونق في بيوتهم ومنازلهم .
( من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم ... مثل النجوم التي يسري بها الساري ) .
ثم قال إلا انهم مع بعد صيتهم قليل عددهم قال في مسالك الأبصار لكنهم كما قيل .
( تعيرنا أنا قليل عديدنا ... فقلت لها إن الكرام قليل ) .
( وما ضرنا أنا قليل وجارنا ... عزيز وجار الأكثرين ذليل ) .
ولم يزل لهم عند الملوك المكانة العلية والدرجة الرفيعة يحلونهم فوق كيوان وينوعون لهم أجناس الإحسان قال الحمداني وفد فرج بن حية على المعز أيبك فأنزله بدار الضيافة وأقام أياما فكان مقدار ما وصل إليه من عين وقماش وإقامة له ولمن معه ستة وثلاثين ألف دينار قال واجتمع أيام الظاهر بيبرس جماعة من آل ربيعة وغيرهم فحصل لهم من الضيافة خاصة في المدة اليسيرة أكثر من هذا المقدار وما يعلم ما صرف على يدي من بيوت الأموال والخزائن والغلال للعرب خاصة إلا الله تعالى .
واعلم أن آل ربيعة قد انقسموا الى ثلاثة أفخاذ هم المشهورون منهم ومن عداهم اتباع لهم وداخلون في عددهم ولكل من الثلاثة أمير مختص به .
الفخذ الأول آل فضل وهو فضل بن ربيعة المقدم ذكره وهم رأس الكل وأعلاهم درجة وأرفعهم مكانة قال في مسالك الأبصار وديارهم من حمص الى قلعة جعبر الى الرحبة آخذين على شقي الفرات وأطراف العراق حتى ينتهي