عند إسحاق فكان ميمون الكاتب بعد ذلك يقول لا أدري كيف أشكر ابن قادم بقى علي روحي ونعمتي ووقف بعض الخلفاء على كتاب لبعض عماله فيه لحن في لفظه فكتب إلى عامله قنع كاتبك هذا سوطا معاقبة على لحنه قال أحمد بن يحيى كان هذا مقدار أهل العلم وبحسبه كانت الرغبة في طلبه والحذر من الزلل قال صاحب الريحان والريعان فكيف لو أبصر بعض كتاب زماننا هذا قلت قد قال ذلك في زمانه هو وفي الناس بعض الرمق والعلم ظاهر وأهله مكرمون وإلا فلو عمر إلى زماننا نحن لقال ( تلك أمة قد خلت ) .
ثم المرجع في معرفة النحو إلى التلقي من أفواه العلماء الماهرين فيه والنظر في الكتب المعتمدة في ذلك من كتب المتقدمين والمتأخرين .
واعلم أن كتب النحو من المبسوطات والمختصرات والمتوسطات أكثر من أن يأخذها الحصر ومن الكتب المعتمدة في زماننا عند أبناء المشرق المفصل للزمخشري والكافية لابن الحاجب وعند المصريين كتب ابن مالك كالتسهيل والكافية الشافية والألفية وغير ذلك من كتب ابن مالك وغيرها .
قال أبو جعفر النحاس وقد صار أكثر الناس يطعن على متعلمي العربية جهلا وتعديا حتى إنهم يحتجون بما يزعمون أن القاسم بن مخيمرة قال النحو أوله شغل وآخره بغي قال وهذا كلام لا معنى له لأن أول الفقه شغل وأول الحساب شغل وكذا أوائل العلوم أفترى الناس تاركين العلوم من