ويتجاوز قصر ابن هبيرة ويسير جنوبا إلى مدينة بابل القديمة ويتفرع منه بعد أن يجاوز بابل عدة أنهر ويمر عموده إلى مدينة النيل ويجاوزها حتى يصب في دجلة ويسمى من بعد مجاوزة النيل نهر الصراة وعلى الفرات أنهار تصب فيه وأنهار تخرج منه ليس بنا حاجة إلى تفصيلها .
الثاني نهر حماة ويسمى العاصي لأن غالب الأنهر تسقي الأرض بغير دواليب ولا نواعير بل تركب البلاد بأنفسها ونهر حماة لا يسقي إلا بنواعير تنزع الماء منه ويسمى أيضا النهر المقلوب لجريه من الجنوب إلى الشمال وغالب الأنهر إنما تجري من الشمال إلى الجنوب واسمه القديم نهر الأرنط وأوله نهر صغير من ضيعة قريبة من بعلبك في الشمال عنها على نحو مرحلة تسمى الرأس ويمتد من الرأس شمالا حتى يصل إلى مكان يسمى قائم الهرمل بين قرية جوسية والرأس ويمر في واد هناك وينبع من هناك أكثر ماء النهر من موضع يسمى مغارة الراهب ويمتد شمالا حتى يتجاوز جوسية ويمتد حتى يصب في بحيرة قدس غربي حمص ويخرج من البحيرة ويتجاوز حمص إلى الرستن ويمتد إلى حماة ثم إلى شيزر ثم إلى بحيرة أفامية ثم يخرج من بحيرة أفامية ويمر على دركوش ويمتد إلى جسر الحديد وذلك جميعه شرقي جبل اللكام فإذا وصل إلى جسر الحديد انقطع الجبل المذكور هناك ويستدير النهر المذكور ويرجع ويسير جنوبا بغرب ويمر على سور أنطاكية ويسير كذلك مغربا بجنوب حتى يصب في بحر الروم عند السويدية .
ويصب في العاصي عدة أنهر