وذكر المقر الشهابي بن فضل الله في التعريف أن الإمرة بالوجه القبلي في زمانه وهو سلطنة الناصر محمد بن قلاوون وما وليها كانت لناصر الدين عمر بن فضل ولم يذكر مقرته ولا من أي العرب هو وذكر أيضا أن إمرة فيما فوق أسوان كانت في عرب يقال لهم الحدارية في سميرة بن مالك قال وهو ذو عدد جم وشوكة منكية يغزو الحبشة وأمم السودان ويأتي بالنهاب والسبايا وله أثر محمود وفضل مأثور وفد على السلطان فأكرم مثواه وعقد له لواء وشرف بالتشريف وقلد وكتب إلى ولاة الوجه القبلي عن آخرهم وسائر العربان بمساعدته ومعاضدته والركوب للغزو معه متى أراد وكتب له منشور بما يفتحه من البلاد وتقليد بإمرة عربان القبلة مما يلي قوص إلى حيث تصل غايته وتركز رايته .
قلت أما في زماننا فمذ وجهت عرب هوارة وجوهها من عمل البحيرة إلى الوجه القبلي ونزلت به انتشرت في أرجائه انتشار الجراد وبسطت يدها من الأعمال البهنساوية إلى منتهاه حيث أسوان وما والاها وأذعنت لهم سائر العربان بالوجه القبلي قاطبة وانحازوا إليهم وصاروا طوع قيادهم .
والإمرة الآن فيهم في بيتين الأول بنو عمر محمد وإخوته ومنازلهم بجرجا ومنشأة إخميم وأمرهم نافذ إلى أسوان من القبلة وإلى آخر بلاد الأشمونين من بحري .
الثاني اولاد غريب وبيدهم بلاد البهنسي ومنازلهم دهروط وما حولها