إلا القليل النادر .
ففي أول النهار يمد سماط أول لا يأكل منه السلطان شيئا ثم سماط ثان بعده قد يأكل منه السلطان وقد لا يأكل ثم سماط ثالث بعده يسمى الطاريء ومنه مأكول السلطان .
وفي أخريات النهار يمد سماطان الأول والثاني المسمى بالخاص ثم إن استدعي بطاريء حضر وإلا فبحسب ما يؤمر به وفي كل هذه الأسمطة يسقى بعدها المشروب من الأقسما السكرية عقب الأكل وأما في الليل فيبيت بالقرب من مبيتة أطباق من أنواع المآكل المختلفة والمشروب الفائق ليتشاغل أصحاب النوب بالمأكول والمشروب عن النوم قال في مسالك الأبصار ولكل ذي إمرة بمصر من خواص السلطان عليه السكر والحلوى في شهر رمضان والضحية على مقادير رتبهم .
المقصد السابع في اختصاص صاحب هذه المملكة بأماكن داخلة في نطاق مملكته يمتاز بها على ملوك الأرض من المسلمين وغيرهم .
منها الكعبة المعظمة داخلة في نطاق هذه المملكة واختصاصه بكسوتها ودوران المحمل في كل سنة .
أما كسوة الكعبة فإنها كانت في الزمن الأول مختصة بالخلفاء وكانت خلفاء بني العباس يجهزونها من بغداد في كل سنة ثم صارت إلى ملوك الديار المصرية يجهزونها في كل سنة واستقرت على ذلك إلى الآن ولا عبرة بما وقع من استبداد بعض ملوك اليمن في بعض الأعصار بذلك في بعض السنين وهذه الكسوة تنسج بالقاهرة المحروسة بمشهد الحسين من الحرير الأسود مطرزة بكتابة بيضاء في نفس النسج فيها ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة ) الآية