كل ليلة من استقبال الرابع منه وإلى آخر السادس والعشرين منه ويستدعي الأمراء لحضوره في كل ليلة بالنوبة يحضر منهم في كل ليلة قوم كي لا يحرمهم الإفطار في بيوتهم طول الشهر ولا يكلف قاضي القضاة الحضور سوى ليالي الجمع توقيرا له ولا يحضر الخليفة هذا السماط ويحضر الوزير فيجلس على رأس السماط فإن غاب قام ولده أو أخوه مقامه فإن لم يحضر أحد منهم كان صاحب الباب عوضه .
وكان هذا السماط من أعظم الأسمطة وأحسنها ويمد من صدر القاعة إلى مقدار ثلثيها بأصناف المأكولات والأطعمة الفاخرة ويخرجون من هنالك بعد العشاء الآخرة بساعة أو ساعتين ويفرق فضل السماط كل ليلة ويتهاداه أرباب الرسوم حتى يصل إلى أكثر الناس وإذا حضر الوزير بعث الخليفة إليه من طعامه الذي يأكل منه تشريفا له وربما خصه بشيء من سحوره .
وأما سماط العيدين فإنه يمد في عيد الفطر وعيد الأضحى تحت سرير الملك بقاعة الذهب المذكورة أمام المجلس الذي يجلس فيه الخليفة الجلوس العام أيام المواكب وتنصب على الكرسي مائدة من فضة تعرف بالمدورة وعليها من الأواني الذهبيات والصيني الحاوية للأطعمة الفاخرة ما لا يليق إلا بالملوك وينصب السماط العام تحت السرير من خشب مدهون في طول القاعة في عرض عشرة أذرع وتفرش فوقه الأزهار المشمومة ويرص الخبز على جوانبه كل شابورة ثلاثة أرطال من نقي الدقيق ويعمر داخل السماط على طوله بأحد وعشرين طبقا عظاما في كل طبق أحد وعشرون خروفا من الشوي وفي كل واحد منها ثلاثمائة وخمسون طيرا من الدجاج والفراريج وأفراخ الحمام ويعبى مستطيلا في العلو حتى يكون كقامة الرجل الطويل ويسور بتشاريح الحلواء اليابسة على اختلاف ألوانها ويسد خلل تلك الأطباق على السماط نحو من