واقتصر السلطان عماد الدين صاحب حماة في تاريخه على ذرع السور من غير تفصيل ولم يتعرض للذراعين الزائدين .
قلت وهذا السور قد دثر أكثره وتغيرت معالم غالبه للصوق عمائر الأملاك به حتى إنه لا يتميز في غالب الأماكن من الأملاك وسقط ما بين باب البحر إلى الكوم الأحمر حتى لم يبق له أثر .
على أن ما هو داخل سور القاهرة الأول من الأماكن أرضه سبخة وماؤه زعاق .
قال ابن عبد الظاهر ولذلك عتب المعز عند وصوله إلى الديار المصرية ودخوله القاهرة على جوهر لكونه لم يعمرها مكان المقس على القرب من باب البحر أو جنوبي الفسطاط على القرب من الرصد لتكون قريبة من النيل عذبة مياه الآبار .
واعلم أن خطط القاهرة قد اتسعت وزادت العمارة حولها وصار ما هو خارج سورها أضعاف ما هو داخله .
ثم منها ما هو منسوب إلى دولة الفاطميين ومنها ما هو منسوب إلى من تقدمهم من الملوك إما لدروس اسمه الأول وغلبة اسمه الثاني عليه وإما لاستحداثه بعد أن لم يكن ومنها ما هو مجهول لانقطاع شهرته بطول الأيام ومرور الليالي .
وإنما يقع التعرض هنا للأماكن الظاهرة الشهرة الدائرة على الألسنة دون غيرها وأنا أذكرها على ترتيب الأماكن لا على ترتيب القدم والحدوث .
أما خططها المشهورة داخل السور .
فمنها حارة بهاء الدين داخل باب الفتوح وتعرف بالطواشي بهاء الدين قراقوش باني سور القاهرة المتقدم ذكره وكانت في دولة الفاطميين تعرف